الثلاثاء، 14 يناير 2014

"السّلام عليك أيّها النبيّ" و"طُوبْ كَابِي".. متاحف تحتفي بالرّسول الكريم

بعد حوالي 1483 سنة من ميلاد رسول الإسلام، محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، لا تزال العديد من المتاحف العربية والإسلامية تحتفظ بجزء من تفاصيل حياته الخاصة وحياة صحابته وزوجاته أمهات المؤمنين، بما يُعتبر احتفاءً بسيرته الطاهرة وتخليدا لذكراه التي تتجدد مع إطلالة يوم 12 ربيع الأول من كل سنة هجريّة.
"السلام عليك أيها النبي" بمكة المكرمة
من أبرز المتاحف المعاصرة الذي يحوي في جنباته نماذج مجسمة للحياة في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث يضم المتحف، الذي يتخذ من مكة المكرمة مقرا له، حوالي 1500 قطعة، منها آثار قديمة ونماذج لعدة الحرب والقتال ومنزلا بالحجم الطبيعي يماثل بيوت أهل مكة في عصر الرسالة، فيما يعتمد وسائل تكنولوجية حديثة تساعد على تخيل ما كان يحدث في الحياة اليومية خلال عهد النبي.
وتعتمد فكرة متحف "السلام عليك أيّها النبي"، الذي أسسه الداعية السعودي ناصر بن مسفر الزهراني منتهى عام 2012، على تكوين بيئة مُحاكَاة لما ورد في التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة، فيما يضم عددا من أنماط ووسائل الحياة المذكورة في القرآن والسيرة النبوية، من أسلحة وطعام وشراب وأثاث وأواني ومقتنيات، وأدوية والملابس المحمدية، وأدوات الصناعة والزراعة والمهن التي استخدمها الرسول (ص).

الأمانات المقدسة.. باسطنبول
أبرز المتاحف في العالم الإسلامي، إنها غرفة الأمانات المقدسة، التي تعد جزء متميزا من متحف قصر الباب العالي، أو "توب كابي سراي"، الواقع في إسطنبول بتركيا، وهو القصر الذي كان مركزا للحكم العثماني على مدار 400 سنة (من 1465م إلى 1853م).
ويقول الموقع الرسمي للمتحف أن الغرفة شيدت في عهد السلطان العثماني محمد الثاني، حيث استخدمت من لدنه بشكل خاص إلى حدود القرن 16 م، فيما كان السلاطين من بعده يتخذونها مكانا للصلاة قبل تنصيبهم على رأس الدولة العثمانية.
وتضم الغرفة جميع الآثار والهدايا الدينية التي أرسلت للسلاطين العثمانيّين من القرن 16م إلى حدود ق 19م، كما تسلم السلطان سليم عباءة الرسول (ص) من المتوكل الثالث، آخر خلفاء العباسيين إثر سقوطهم على يد العثمانيين.. في وقت تم نقل العديد من الآثار النبوية إلى قصر توبكابي من المدينة المنورة إبان اعتداءات الوهابيين على الأماكن المقدسة، خوفا من الوقوع في الشرك، في القرن 18م وكذا إبان الحرب العالمية الأولى قصد الحفاظ عليها..
من بين الآثار النبوية التي تجتمع في غرفة الأمانات المقدسة، بالقصر العثماني، والتي جمعت ما بين القرن 16م والنصف الأول من القرن 20م، ووصل جزء منها من المدينة المنورة عبر قطار الأمانات المقدسة إبان الحرب العالمية الأولى، بردة وعمامة الرسول محمد (ص)، وشعرة من لحيته، وجزء من أسنان الرسول (ص) التي كسرت أثناء معركة أُحُد الشهيرة، إضافة إلى آثار أقدامه، والرسائل التي كان يبعثها، وكذا قوسه وسيفه عليه الصلاة والسلام والراية التي حملها في معركة خيبر وسلمها لعلي بن أبي طالب؛
كما يضم المتحف آثار أخرى كسيوف بعض الصحابة، وعصا سيدنا موسى وسيف سيدنا داوود وقميص سيدنا يوسف، عليهم الصلاة والسلام، وأيضا قميص وبردة وحصير الصلاة منسوبة للسيدة فاطمة، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، زيادة على مفتاح الكعبة المشرفة.
متحف الرسول بالأردن
يتضمن متحف الرسول صلى الله عليه وسلم بالأردن، الذي افتتح في ماي 2012 ويقع في حرم مسجد الملك حسين في عمان، عدداً من الآثار النبوية الشريفة، أبرزها شعرة من لحيته الشريفة، وكذا الرسالة الأصلية التي أرسلها إلى هرقل عظيم الروم، وكتبت على قطعة من جلد حين عرض عليه الدخول في الإسلام.
كما يحوي المتحف على شتلة من شجرة "البَقيعاويّة" التي استظل بظلها الرسول (ص) أثناء رحلته التجارية الأولى إلى الشام، والموجودة في الصحراء الأردنية.
ويقول القائمون على المتحف أن المشروع يدل على اهتمام الهاشميين بآثار الرسول الكريم، فيما تم التأكيد على العمل من أجل جلب مزيد من الآثار المتعلقة به عليه الصلاة والسلام، ولو على سبيل الإعارة، خصوصا من تركيا.
مشروع أكبر متحف في العالم
منذ مطلع الصيف الماضي، بدأ صندوق البحوث الإسلامية في تركيا في تشييد وتصميم ما وصفه بأكبر متحف في العالم عن حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، إذ يتوقع افتتاحه بحلول عام 2016 بمدينة اسطنبول، بتكلفة مالية يتحملها الصندوق، دون الحكومة التركية.
وفي تصريح للصحافة، قال أوغوهان يافوز، مدير الصندوق، إن المتحف سيمكن من استعادة الظروف المعاصرة لحياة النبي محمد (ص)، بالنماذج ونسخ عن حاجياته الخاصة، مشيرا إلى أن المصممين اعتمدوا على متحف اسطنبول الشهير "بانوراما فتح القسطنطينية 1453"، الذي يحاكي فترة سقوط القسطنطينية بيد الجيش العثماني، كأساس للتخطيط والتصميم المعماري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق