الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

البترول بالمغرب.. الثّروَة "المؤجلة" التي لا زال ينتظرُها المغاربة

البترول بالمغرب.. الثّروَة "المؤجلة" التي لا زال ينتظرُها المغاربة






"التنقيب على النفط والغاز بالمغرب مُجازفة"، هكذا وصف الوزير الجديد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، التصوّر الحكومي للأنشطة التنقيبيّة التي تُشرف عليها شركات أجنبية كبرى مع المغرب، مشيرا إلى أن العملية تتطلب إمكانيات مالية ضخمة وتقنيات عالية، فيما نفى وجود أي استكشافات نفطية، معتبرا ما أثير حول الموضوع مُجرّد "مُحاولات" فقط.
آخر خرجات الوزير كانت هذا الأسبوع أمام مجلس المستشارين، أكد من خلالها عدم وجود أي تكتّم من طرف الدولة حول وجود آبار للبترول يمكن استغلالها، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على خارطة طريق واستراتيجية واضحة في مجال الترويج بعد البحث والتنقيب عن الهيدروكاربورات.
البترول في المغرب.. بين التأكيد والنفيّ
شركات تنقيب إسبانية وأخرى صينية تحدثت في تقارير لها عن وجود احتياطي نفطي يقدر بملايين البراميل، آخرها تصريح لوكالة صينية يتحدث عن اكتشاف كبير للغاز في سيدي مختار، وآخر لشركة "ريبسول" الإسبانية، التي أكدت أن المياه المغربية الواقعة إلى جانب جزر الكناري، تحوي ثروة نفطية تصل إلى أكثر من مليارَيّ برميل.
التصريحات الصادرة عن الشركات الأجنبية المستثمر في التنقيب على الذهب الأسود بالمغرب أثارت حفيظة المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، الذي أصدر بلاغا ينفي فيه وجود أي اكتشاف للنفط أو الغاز في المغرب، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تقديرات بشأن إمكانات جيولوجية وليس احتياطات.
شركات أجنبية تستثمر بقوة
وحده الحفر إذاً من سيُثبِت وجود احتياطي "مُهمّ" من النفط بالتراب والمياه المغربية، وهي العملية التي تتطلب استثمارات مالية ضخمة تغطي التقنيات المتطورة وإجراء الدراسات والتحاليل على الأحواض الجيولوجية التي باتت معروفة وتسيل لعاب الشركات النفطية رائدة دوليا، أبرزها "كوسموس إنيرجي" الأمريكية و"بيتروليوم بريتيش" البريطانية، التي تشتغل ليل نهار من أجل إعلان دخول المغرب إلى نادي الدول المنتجة للنفط في العالم.
وفي الوقت الذي يتوفر المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن فقط على نسبة 25% من الحق الاستغلال والتنقيب على النفط بالمغرب، تبقى نسبة الأسد (75%) في كف الشركات الأجنبية، اليتا تجاوز عددها 32 شركة، وهي أرقام تبررها الوزارة والمكتب بالاهتمام الذي ظل يناله المغرب من العالم بعد الانتهاء من مناطق أخرى.
ورغم ذاك الاهتمام، يقول اعمارة إن المغرب لم يصل بعدُ إلى مستوى التنقيب الجيد كما هو متعارف عليه دوليا، موضحا أن نسبة الحفر المسموح بها في الأحواض الرسوبية المغربية، البالغة 700 ألف كلم مربع، منحصرة في 0.04% فقط مقارنة مع المعايير الدولية التي تعطي حق الحفر بنسبة تتاروح بين 8 و10% في كل 100 كلم مربع.
خريطة التنقيب على آبار النفط
سيبقى المغاربة ينظرون طويلا حتى يسمعوا في إحدى السنوات عن وجود بئر نفطي وتوفر المغرب على احتياطات مهمة من الذهب الأسود، لأن زمن التنقيب طويل علميا، إلا أن عمليات الإستكشاف المتقدمة تبقى محصورة في بعض المناطق المغربية مثل مسقالة والغرب والخط الساحلي طنجة-العرائش وكذا منطقة تندرارا، فيما يتم الاشتغال هذا الشهر على 3 آبار، هي الخط الساحلي أكادير سيدي إفني ومنطقة الغرب وسيدي مختار في حوض الصويرة.
فيما سيتم برمجة حفر 20 بئرا برسم السنة المقبلة، في وقت ترى فيه الوزارة المعنية أن السنة الحالية تعد قياسية ببرمجة حفر 11 بئرا في المناطق التي تم تقييمها من طرف شركاء المغرب بإمكانية وجود احتياطات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق