الاثنين، 25 نوفمبر 2013

هذه القصة حكتها طبيبة في السعودية قالت:




دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني...لاحظت حرصه الزائد 

عليها حتى فهو يمسك يدها و يصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء.. 



بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات ..سألته عن حالتها العقلية لأن 

تصرفاتها لم تكن موزونة، ولا ردودها على أسئلتي كان لها معنى..

فقال: إنها متخلفة عقليا منذ ولادتها....

تملكني الفضول فسألته.. فمن يرعاها؟

قال: أنا..

قلت: رائع، ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها؟

قال: أنا ادخلها الحمام وأحضر ملابسها، وأنتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في 

الدولاب، وأضع المتسخ في الغسيل، وأشتري لها الناقص من الملابس.

قلت: ولم لا تحضر لها خادمة؟

قال: لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة



اندهشت من كلامه ومقدار بره. وتملكني المزيد من الفضول وسألته: قلت وهل أنت متزوج ؟

قال: نعم الحمد لله ولدي أطفال ..

قلت: إذن زوجتك ترعى أمك؟

قال: هي مشكورة تطهو الطعام وتقدمه لها، وقد أحضرت لزوجتي خادمة حتى تعينها وأنا 

في عملي في الصباح ..ولكن أنا أحرص أن أكل معها حتى أطمئن، لأنها مريضة بالسكر.. 

وأريد أن أطمئن على غذائها بنفسي.

زاد إعجابي ومسكت دمعتي! واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ...قلت: 

وأظافرها؟

قال: قلت لك يا دكتورة هي مسكينة ..طبعا أنا....

نظرت الأم له وقالت: متى تشتري لي بطاطس؟

قال: أبشري الحين نذهب للبقاله! طارت الأم من الفرح وقامت

تقفز من كرسيها، وتقول: الحين الحين

التفت الابن، وقال: والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار..



أخفت الدكتورة تأثرها خلف ملف الملاحظات التي تظاهرت بأنها تكتبها، وحين تمالكت 

نفسها 

سألت الشاب: ما عندها غيرك؟

قال: أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر بعد أن اكتشف حالتها الصحية؟

قلت: وهل رباك أبوك؟

قال: لا.

جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفيت الله يرحمها وعمري عشر سنوات.

قلت: هل قامت أمك معك بما تقوم به الأمهات من رعاية في مرضك أو متابعة للمذاكرة أو 

شراء احتياجاتك الخاصة؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك؟

قال: يا دكتورة أمي مسكينة. طول عمرها ما تدري شي، ولا تدبر شيء ...منذ أصبح 

عمري عشر سنين وأنا أحمل همها وأخاف عليها وأرعاها.



كتبت الدكتورة الوصفة الطبية وشرحت له الدواء......

أمسك يد أمه، وقال: ياللا يا جميل الحين نروح البقاله...

قالت: لا نروح مكة ...سألتها الدكتورة: ولماذا مكة؟ قالت: بركب الطيارة!!! قالت الدكتورة له: 

هي ما عليها حرج لو لم تعتمر.

لماذا ترهق نفسك مادياً وتعطل مصالحك وتذهب بها؟

قال: من يدري ربما تكون الفرحة التي تفرحها إذا أخذتها معي في العمرة أكثر أجراً عند رب 

العالمين من عمرتي نفسها بدونها.



خرج الرجل مع أمه من حجرة الكشف، وأقفلت الدكتورة باب غرفتها، وطلبت من الممرضة 

ألا تدخل أحداً عليها، وأخذت تبكي بكاء شديداً وقالت في نفسها: هذا وهي لم تكن له أما 

..فقط حملت وولدت.. لم تربي.. لم تسهر اليالي لم تمرض لم تدرس لم تتألم لألمه، لم تبك 

لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه...لم ولم ولم....

ومع كل ذلك هو يقدم لها كل هذا البر!!

تذكرت أمي وجميع الأمهات ....فكرت في أبنائي ....هل سأجد ربع هذا البر؟؟

اللهم أعنا على طاعتك وعلى حسن عبادتك 

وأعنا على بر والدينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق