الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

81.77% من قراء هسبريس يعارضُون استعمال الدارجة في التعليم

81.77% من قراء هسبريس يعارضُون استعمال الدارجة في التعليم

بأغلبيَّة تكادُ تكونُ ساحقة، أبدَى 81.77 بالمائة من قرَّاءِ هسبريس رفضهم استعمالَ الدَّارجة فِي التعلِيم، فيمَا لمْ تحظَ توصياتُ الفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، التِي لا زالتْ تداعياتها، ككرة الثلج، تؤلبُ مثقفِين وأكاديميِّين قلَّما، فارقُوا خلوتهم، سوى بـ15.84 بالمائة، فِي الوقتِ الذِي اعتبر 2.35 بالمائة، من المشاركين، الأمر غير ذِي بالٍ، وَلا يهمُّهمْ.
 لقِيَ استطلاعُ للرأيِ, وشاركَ فِيه 66.463 زائرًا، ترحيب رئيس جمعيَّة الدفاع عن اللغَة العربيَّة، موسَى الشامِي، الذِي قالَ إنَّهُ يلخصُ النتيجة فِي أنَّ الأمَّة لا تجتمعُ على ضلالٍ، مضيفًا أنَّ سير أغلبيَّة المشاركِين فِي الاستطلاع إلى تأييد الفصْحَى، ورفض إدخَال الدارجة للتعلِيم، ينمُّ عن رؤية مشرقة لدى المغاربة، ويبعثُ على التفاؤل.
الشَّامِي أردفَ فِي اتصالٍ مع هسبريس، أنَّ الشكَ لا يساورُه فِي أنَّ جلَّمن صوتُوا مدَافعِين عن اللغة العربيَّة، من الأمازيغ، الذِي لا يرضَون مساعيَ النيل من اللغة العربيَّة، "المغاربَة أظهرُوا أنَّهُمْ قادرُون على التمييزِ بين الغثِّ ممثلًا فِي توصيات عيوش، والسمين، الذِي هو الصواب، والمكانة الطبيعيَّة للغة الضاد".
وفِي المنحَى ذاته، يشايعُ الكاتب والمؤرخ، العربِي المسَارِي، فِي تصريحٍ لهسبريس، أغلبيَّة المصوتين، قائلًا إنَّ اللغة العربيَّة تمَتازُ بكونهَا مضبوطةً بقواعد، وذات مفاهِيم محددة، تدربُ الإنسان على اتباع نسقٍ دقيقٍ، لا يستقيمُ الخروج عنه، رافضًا قياسَ اللغة العربيَّة الفصحى، اليوم، والدارجة، بما كانتْ عليه اللغة اللاتينيَّة مع اللغات القوميَّة فِي أوربَا، معتبرًا السياقَ الأوربِي ذَا خصوصيَّة، لا يمكنُ أنْ تنسحبُ على الدارجة والفُصْحَى.
المسارِي أوضحَ أنَّ الدارجة تتساهلُ أحيانًا فِي بعض القواعد، ولا تشترطُ ما للفصحَى من دقَّة وضبط يقيدانها، مضيفًا "أنَا لستُ ضدَّ الدارجة، بلْ إنني بما لها من مكانةٍ يجبُ أنْ تُصَان، كيْ تنالَ حظَّها من الإعلام، لأجلِ تحقيقِ التواصل فِي بعض البرامج، التِي تقومُ على التحسيس والتوعيَة، لأنَّ الهدفَ في هو التواصل، وتبليغ المعلومَة فِي نهاية المطاف، لكن فِي حدود المجالات التِي تسمحُ بها توظيفاتُ الدارجة، التي لا يمكنها، مثلًا ،أن تكون فِي نشرة الأخبار، لأنَّها تعجزُ عن نقل المعلومة بكلِّ مسؤوليَّة.
وعمَّا إذا كانتْ المواقف المعروفة لحزب الاستقلال، من تعريب التعلِيم بعد خروج فرنسا من المغرب، فِي طريقها إلى العودة، بعد دعوة عيوش المثيرة، وإنْ تعلقَ الأمر هذه المرة بالدارجة لا الفرنسية، قالَ المسارِي إنَّ شيئًا لمْ يقعْ، لأنَّ النقاش حول الفرنسة يختلف، عن دعوة الدارجة، التي لم تظهر سوى قبل عامين لا أكثر، حين سعى البعض إلى إصدار جرائد بالدارجة، لمْ تلاقِي نجاحًا يذْكَرْ.
وردًّا على سؤالٍ حول ما إذَا كانَ المنافحُون عن الفصحى، فِي يومنَا هذا، بالمغرب، أول من عمد بالأمس، إلى تدريس أبنائهم فِي مدارس البعثة الفرنسيَّة، قبل العودة إلى المملكة لتقلد المناصب، قال المسارِي "أبنائِي كلهُمْ أبناء المدرسة العموميَّة، ولمْ يدخلوا قطُّ مدرسَة خصوصيَّة، لكنهمْ استطاعُوا أنْ يكملُوا تعلِيمهمْ بلغاتٍ أجنبيَّة أخرى، وإنْ بدؤُوا بالعربيَّة".
وتبعًا لذلك فإنَّ دعوة عيُّوش، مجرد ترهَات يطلقُها بعض المشعوذِين، أوْ من يخدمون الاستعمار، بالنسبة إلى من يدعون إلى الفرنسة، لأنَّ الفصحَى ستبقَى لغة منطقية ودقيقة، لما لها من قدرات كبيرة، تمكن من التواصل فِي أروقة الأمم المتحدة، بسهولة، بالنظر إلى وفرة المقابلات، مع اللغات الخمس الأخرى.
أمَّا المفكر والكاتب المغربِي، بنسالمْ حميش، فيرَى أنَّ الجدل الذِي أثير حول إدخال الدارجة جاءَ فِي غير أوانه، وأتى من إنسان معروفٌ بخرجاته الهستيريَّة، التي تذهبُ إلى حد المناداةِ بتغيير اللغة العربيَّة، ووصفها باللغة الكلاسيكيَّة.
أمَّا نحن فَنتحدثُ، اليوم، وفقَ حميش، لغة وُسْطَى، لأنَّنَا لا نتكلمُ، في عصرنا، لغة المتنبِي ولا لغة الجاحظ، وإنما لغة وسطى نتفاهم بها داخليًّا، ومعَ كافَّة البلدان العربيَّة. وكأنَّ الدارجةَ قادرةٌ على حلِّ معضلاتنَا فِي مجالِ التعلِيم، وذلكَ غيرُ صحيح، "ولذلكَ أنَا أرى أنَّ على عيوش، أنْ يلزمَ اشتغاله فِي وكالته الإشهاريَّة، وبجمعيَّة زاكورة، وليسَ أهلًا بتاتًا، للخوضِ فِي هذه القضيَّة، لأنَّ لها أهلها وأناسهَا ومتخصصيها.
وزيرُ الثقافة السابق، تساءلَ فِي المنحى ذاته، حول إذَا ما كنَّا لمْ نهتدِ بعدُ فِي المغرب إلى لغة التعلِيم، بعد أزيد من نصف قرن من الاستقلال، ليأتينا أحدهمْ على حين غرة، ويسأل عن اللغة التي يجدر بنا أن ندرس بها، تلك علامةٌ خطيرةٌ جدًّا، يقول حميش، لأننَا سنبقَى متخبطِين فِي وضعٍ، نحن في غنى عنه، ثمَّ إن علينا أن نعودَ للدستور، الذِي يحددُ اللغة العربيَّة لغة وطنية رسميَّة.
حميشْ أردفَ، فِي المنحَى ذاته، أنَّ من يقدمُون أنفسهم كمنقذِين للتعلِيم، عليهمْ أنْ ينقذًوا أنفسهم أولًا من تورطاتهم وجهالاتهم، لأنَّ ما يثارُ اليوم، حول الدارجة ليسَ سوَى قضيَّة مفتعلة، لا طائلَ من ورائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق