الاثنين، 23 ديسمبر 2013

اﻷرواح الشريرة في عيد ميلاد المسيح

رغم الترف والتقدم العلمي .. السويديون يؤمنون بأرواح الجن



بسم الله الرحمن الرحيم "يا بني آدم ﻻ يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما. إنه يراكم هو وقبيله من حيث ﻻ ترونهم. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ﻻ يؤمنون".
بينما شوارع العاصمة السويدية، كغيرها في معظم عواصم العالم، تتأهب للاحتفال بعيد ميلاد المسيح، و كذا رأس السنة الميلادية، حيث اﻷضواء اللامعة وزحمة الناس الذين تعمهم الفرحة، هناك مناطق يعتري ساكنة أطفالها الرعب، وﻻ حديثا بين صغارها في مثل هذا الموسم من مواسم السنة، إﻻ الحديث عن اﻷرواح الشريرة والبيت المسكون بالضفة الجنوبية من منطقة أوسترتيليا بداخل إحدى غاباتها الشاسعة.
أشد الرحال إلى المنطقة التي تبعد عن مركز المدينة بحوالي 42 دقيقة بالقطر. حيث يصادف الحدث أني اليوم سأفحص مكنات التذاكر الإلكترونية، كمراقب للمحطة هناك.
زميلنا السيد بار كينت، مسؤول الصبيحة عن المحطة كما اعتاد خلال اﻷربعين سنة خلت. وكلامه عن اﻷرواح الشريرة يكاد ﻻ ينتهي اليوم، وكأنه يريد أن يروي قصصه المرعبة والتي عاشها بالضاحية.
"أنا ابن المنطقة ومسيحي اﻻعتقاد" يبدأ حديثه معي. كنت في العشرين من عمري حينما كنت أشتغل بأوطيل أسترتيليا، وكان لزاما علي كأي موظف جديد هناك أن أقبل بشغل الليل يحكي ذو الرابعة و الستين عمرا.
بينما كنت أجلس ذات ليلة على الكرسي أثناء عملي، إذا بشيء يتلمسني من ورائي، ثارة على رأسي و أخرى بظهري، كاد يتلبسني الشيء.. لم أكن يومها متدينا غير أني اعتدت أن أسمع وأنا طفل من أقربائي وأصدقاء المدرسة أن في شهر نونبر ودجنبر تكثر اﻷرواح الشريرة بالمنطقة، إذ ﻻ بد من قراءة اﻹنجيل. كان اليوم مثل الذي نحن عليه اﻵن مازال يحدثني هذا السيد..
انتابني الرعب بشكل أقوى وأنا أرى في ليلة أخرى سيارة ﻻمعة الضوء تقف أمام باب اﻷوطيل بعد منتصف الليل. ظننت أن الشبح ضيفا جديدا حينما رأيته ينزل السيارة؛ فتحت الباب من غرفة اﻻستقبال، فإذا بي ﻻ أرى أمامي شيئا.. كأنه فلم من أفلام الرعب مازال يؤكد الرجل المعروف بمصداقيته بالشركة. شيء مروع يعلمه حتى موظفو الفندق، حيث اعتاد الشبح في كل سنة من شهر دجنبر زيارة المكان فجأة ثم يختفي تروي حتى السيدة إيفا بنت المنطقة و زميلتنا في الشغل .. يعتقد السيد كينت و زميلته كبقية أهل المنطقة أنها أرواح آبائهم وأجدادهم تأتي لتحاسبهم عما قاموا به من معاصي أو شرور خلال السنة..
بنفسي أتذكر قصة حاتم، الشاب المغربي الذي روى لي من قبل قصة مماثلة بمنطقة أخرى بضواحي العاصمة استكهولم. كان الكل ينصرف إلى شغله إﻻ أنا الذي أظل لوحدي ببيت أصهاري، حيث كنت حديث العهد بالسويد و أقيم عندهم.
وذات مساء من شهر دجنبر بينما أنا جالس أنظر إلى التلفاز إذ بشيء يمر أمامي كأنه الظل، لم أكثرت بما رأيت، و لحظات وينطفئ مصباح الغرفة ليليها انطفاء التلفاز الذي صاحبه تشغيل ناقوس ساعة خشبية على شكل كنيسة كانت تتوسط مكتبة غرفة اﻻستقبال، و التي اعتادت أم زوجتي تشغيلها في أعياد الميلاد.. لقد أحسست بالخوف يتابع المغربي حاتم قوله، خصوصا عندما بدأت الكتب تتساقط لوحدها من رف المكتبة.. و كأي مسلم مؤمن يوحد الله قد يقع في مثل ما وقعت فيه، بدأت أقرأ ما تيسر من آية الكرسي و اﻹخلاص والمعوذتين في صوت عال أرتجف..تلك كانت واقعة بضاحية أكشباريا من شهر دجنبر سنة 1991، عاشها هذا اﻷخير..
مازال السيد بار كينت يتابع حديثه بدون ملل وهو يتذكر طفولته بجنب البيت المسكون والذي سأذهب إليه ﻻحقا لوحدي أثناء استراحة العمل. في بيتنا الذي يجاور البيت المسكون كانت أختي الصغيرة أحيانا تستيقظ على مخلوقات ﻻ تشبه البشر، كما لو كان هذا خزعبلات أفلام كرتونية، يتابع قوله.
أخبرتنا أن اﻷشباح كانت تحلق بداخل بيتنا. ومع أن عائلتي كبقية أهل المنطقة كانت تؤمن بموضوع اﻷرواح الشريرة، إﻻ أنها رفضت تصديق أختي حتى ﻻ يشاع أن بيتنا مسكون. جاءت لحظة الحسم حين بدأت صحوننا وكل ماعون بالمطبخ يترامى من مكانه في كل اتجاه، والكراسي تتحرك لوحدها. كأنه فلم رعب فعلا، إﻻ أنها الحقيقية. لينتهي اﻷمر بعدها بتركنا البيت في رحيلنا إلى الضفة اﻷخرى، مازال يحدثنا المتكلم بار كينت..
في خطوات متسارعة وسط الغابة أتجه صوب البيت المسكون باﻷرواح الشريرة. ﻻ أحد هناك! و في سكون تام أحاول فحص المكان هو اﻵخر. و عن بعد أمتار يتراءى بيت قديم كتلك المنازل التي نراها في أفﻻم الرعب.
قد يكون ذاك الضيق و الضغط على جسمي الذي أحسسته و أنا أقترب من المكان بسبب الخوف وتهيآت ﻻ غير، إﻻ أن الصور التي أخذتها بجهاز التلفون لحظتها، و التي ستختفي صحبة رسالة إلى زوجتي عدا صورة مخزن البيت ثم انطفاء جهاز تلفوني المشحون، يجعلني أصدق أن ثمة هناك شيء غير طبيعي بالمكان. مازلت أقرأ القرآن وأذكر الله في قشعريرة مهروﻻ، وأنا أحاول أن أخرج من الغابة حتى ﻻ يداهمني ظلام الساعة الثانية بعد الظهر.. أما زوجتي فاطمة الزهراء التي لم تنقطع مساءها عن الضحك و أنا أحكي بعفوية عن هرولتي من المكان فقد أسعفها الحظ هذه المرة أنها كانت بالبيت. لتنهي حديثها في الموضوع بقوله تعالى:
إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون'. صدق الله العظيم.

فيلم من أحدى البيوت بالمنطقة، حيث أن السرير يتحول لوحده بالليل والمرأة نائمة خلال كل فترة أعياد الميلاد من كل سنة.


فيلم ﻷسرة من منطقة مجاورة تعيش على أصوات في الطابق العلوي في البيت.



فيلم يوضح مدى إيمان السويديين بعالم اﻷشباح وزيارة ايفانس تيري عالم اﻷرواحالمنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق